مقتل أبو عبيدة : تفاصيل اغتيال الناطق باسم القسام وتداعياته على الساحة الفلسطينية أثار خبر مقتل أبو عبيدة، الناطق الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والسياسية داخل فلسطين وخارجها. فقد كان أبو عبيدة واحدًا من أبرز الشخصيات العسكرية والإعلامية في القطاع، وصوته ارتبط بكل البيانات الرسمية الصادرة عن القسام منذ أكثر من 17 عامًا. لم يكن مجرد متحدث إعلامي، بل رمزًا لمعركة إعلامية متكاملة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل. في هذا المقال نستعرض من هو أبو عبيدة، تفاصيل مقتله، وأبرز التداعيات المحتملة لهذه العملية على الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.

من هو ابو عبيدة؟ 

الاسم الحقيقي هو حذيفة سمير الكحلوت، ولد في 11 فبراير 1985 – مدينة غزة، انضم مبكرًا إلى حركة حماس، وتدرج في صفوفها حتى أصبح عام 2007 الناطق العسكري باسم كتائب القسام خلفًا لأسامة المزيني، وهو الوجه الإعلامي للحركة، وصوته يمثل الإعلان الرسمي لكل العمليات العسكرية، التصريحات السياسية، والبيانات الطارئة أثناء جولات القتال، خلال الحروب المتكررة على غزة، مثل حرب 2008، 2012، 2014، وما بعدها، كان أبو عبيدة الصوت الذي ينتظره الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء لمعرفة موقف القسام.

 اشتهر ابو عبيدة بالقناع الأحمر الذي يغطي وجهه، مما أضاف له هالة غامضة وجعل حضوره الإعلامي مؤثرًا، لم يكن ابو عبيدى مجرد متحدث رسمي، بل أداة حرب نفسية، حيث كان يستخدم كلماته لرفع معنويات الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه لبث القلق والتهديد داخل المجتمع الإسرائيلي.

تفاصيل اغتيال أبو عبيدة

استهدفت الطائرات الإسرائيلية شقة سكنية في حي الرميل بمدينة غزة في 30 أغسطس 2025، تمت الغارة بعد تنسيق استخباراتي بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي “الشاباك”، وقد أسفرت الغارة عن مقتل أبو عبيدة وعدد من المدنيين، بينهم أطفال. 

أهمية أبو عبيدة بالنسبة لحماس

يُمثل أبو عبيدة صوت الكتائب أمام العالم، وغيابه يترك فراغًا كبيرًا في الخطاب الإعلامي للحركة، كما أن بياناته المصورة لعبت دورًا كبيرا في رفع معنويات أنصار حماس في الداخل والخارج، و كان بارعًا في استخدام التصريحات لنقل رسائل تهديد لإسرائيل، مما جعله جزءًا من الحرب النفسية بين الطرفين.

ردود الأفعال على مقتل أبو عبيدة

بالنسبة لفلسطين عمّ الحزن أوساط أنصار حماس، وخرجت مسيرات جماهيرية للتنديد بالاغتيال.

أما عن وسائل الإعلام العبرية فقد اعتبرت مقتله انتصارًا أمنيًا مهمًا، إذ أنهى صفحة طويلة من المواجهة الإعلامية مع القسام.

وعلى الصعيد الدولي فقد أدانت بعض المؤسسات الحقوقية استهداف المدنيين، بينما ركزت أطراف أخرى على البعد الأمني للعملية.

وفي السياق ذاته أكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن أبو عبيدة كان مسؤولًا عن “منظومة الدعاية والتحريض الإعلامي” لحماس، ووصفت اغتياله بأنه ضربة استراتيجية.

التداعيات المحتملة لـ قتل أبو عبيدة

هناك تداعيات متوقعة نتيجة مقتل ابو عبيدة، وعلى رأسها 

  •  تراجع الأداء الإعلامي للقسام: فقدان شخصية محورية قد يربك الآلة الإعلامية للحركة مؤقتًا.
  •  تصعيد عسكري محتمل: من المرجح أن تسعى حماس للرد عبر عمليات عسكرية أو صاروخية ضد إسرائيل.
  •  تأثير نفسي ومعنوي: غياب شخصيته قد يترك أثرًا على معنويات القاعدة الشعبية للحركة.

مقتل أبو عبيدة في ميزان الحرب الإعلامية

تُظهر حادثة الاغتيال أن الحرب بين حماس وإسرائيل ليست عسكرية فقط، بل إعلامية ونفسية أيضًا. ومع مقتل أبو عبيدة، تفقد حماس أحد أهم أدواتها في هذه المواجهة. لكن يبقى السؤال: هل ستتمكن الحركة من إيجاد بديل يمتلك نفس الكاريزما والتأثير الرمزي؟ هذا ما توضحه الأحداث في الايام  القادمة

وفي النهايل لاشك إن مقتل أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام يمثل نقطة تحول في الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، ليس فقط من الناحية العسكرية بل أيضًا من الناحية الإعلامية والسياسية. وبينما اعتبرته إسرائيل ضربة قاصمة، قد يحوله أنصار حماس إلى رمز جديد للمقاومة. ويبقى المستقبل كفيلًا بالكشف عن تأثير هذا الحدث على مسار الأحداث في غزة والمنطقة بأسرها.

موقع جريدة اون لاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *